رحلة تاريخية: أصول لغات البرمجة وولادة عصر الرمزية


تطور لغات البرمجة: من لغة الآلة إلى FORTRAN







المقدمة




عالم البرمجة يعدّ واحدًا من أهم وأكثر المجالات تطورًا في عصرنا الحالي. ومع تطور التكنولوجيا، تطوّرت أيضًا لغات البرمجة لتصبح وسيلة أساسية للتفاعل مع الحواسيب وبناء التطبيقات والبرامج. ولكن هل تسائلت يومًا عن أين بدأت هذه اللغات؟ دعونا نستعرض أول لغة برمجية في التاريخ ونتعرّف على كيفية تطوّرها.



لغة الآلة (Machine Language)




في فترة ما قبل اختراع الحواسيب الشخصية وظهور البرمجة العالية المستوى، كانت لغة الآلة هي أول لغة برمجة تم ابتكارها. تعتمد لغة الآلة على استخدام الأوامر الثنائية (0 و1) لتوجيه الحاسوب. وكان على المبرمجين تحويل التعليمات البشرية إلى تسلسل من الأصفار والواحدات لتنفيذ المهام المحددة. كان ذلك عمليًا معقدًا وصعبًا للغاية، واعتمد بشكل كبير على المعرفة العميقة ببنية الجهاز.



لغة التجميع (Assembly Language)




مع تطور التقنيات وظهور الحواسيب ذات المعالجات المركزية(CPU )، تطورت لغة التجميع كوسيلة لتبسيط عملية كتابة البرامج بالمقارنة مع لغة الآلة. تستخدم لغة التجميع مجموعة من الرموز والاختصارات التي ترتبط بالأوامر الثنائية للحاسوب. على الرغم من أن لغة التجميع كانت أكثر فهمًا من لغة الآلة، إلا أنها لا تزال تتطلب معرفة دقيقة ببنية الجهاز.










في عام 1957، تم ابتكار أول لغة برمجة عالية المستوى تدعى FORTRAN، وهي اختصار لـ "Formula Translation" بمعنى ترجمة الصيغ. قامت IBM بتطوير هذه اللغة لتسهيل عملية كتابة البرامج العلمية والهندسية. كانت FORTRAN تستند إلى اللغة الإنجليزية وتقدمت أوامرًا واضحة ومفهومة تسمح للمبرمجين بتحقيق مهام معقدة دون الحاجة إلى التفاصيل الدقيقة لبنية الجهاز.



الاستنتاج




بهذا نختم رحلتنا في عالم أول لغة برمجة. من لغة الآلة الصعبة والمعقدة إلى لغة التجميع التي أبسطت الأمور قليلًا، وصولًا إلى FORTRAN التي جسدت فكرة لغات البرمجة عالية المستوى وسهولتها. إنّ تطور اللغات البرمجية كان حجر الزاوية في تطوّر مجال البرمجة والحوسبة ككل.
تعليقات